مقدمة:
يعد
الإنتاج بشقيه المادي و الخدمي أساس و محور النشاط الإنساني الفردي و الجماعي,
ونظراً لأهمية هذا العنصر "الإنتـاج" في حياة الفرد و الجماعة و كذلك في
استمرار نمو اقتصاديات الدول وتقدم المجتمعات اهتم الإنسان فرداً و جماعة بتنظيم و
إدارة موارده المحدودة في وحدات إنتاجية مختلفة الأحجام المهمات للحصول على
الإنتاج المطلوب لإشباع حاجاته المتنامية, و مع تعقد و تشابك العلاقـات الاجتماعية
و الاقتصادية ظهرت الحاجة لمزيد من الجهـود لتنظيم وإدارة الموارد و كذلك عمل
الوحـدات الإنتاجيـة المختلفة للحصول على الإنتاج بكفاية اقتصـادية عاليـة.
و بهذا أصبح نشاط
الإنتاج الأساس الذي تقوم عليه التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و المؤشر الذي
يستخدم لقياس التقدم و الرقي للمجتمع, و ازداد الاهتمام بهذا القطاع حتى أصبح مجال
البحث ودراسة للمهندسين الاقتصاديين و الإداريين و كل بدلوه في هذا المجال لزيادة
الكفاية فيه.ومن المعروف أن لوظيفة الإنتاج علاقة وطيدة بوظيفة التخزين نظراً
لتأثر مستوى المخزون بالكمية المنتجة و العكس.
و انطلاقاً من هذه
الحقيقة الثابتة, كيف يمكن لنا أن نسيـر وظيفة الإنتاج معلوماتيـاً بحيث نسهل تدفق
المعلومات بين الوظيفتين من جهة, و نضمن بقاء عملية الإنتاج مستمرة من جهة أخرى.
و لمعالجة هذه
الإشكالية قسمنا البحث إلى فصلين:
- يتناول الفصل الأول وظيفة الإنتاج أو نظام الإنتاج؛
- أمـا الفصل الثاني
فنستعرض فيه التسيير المعلوماتي أو نظام المعلومات الإنتاج مبرزين علاقة هذا
الأخير بوظيفة التخزين.
-I وظيفـة
الإنتـاج:
-1-I مفهـوم الإنتـاج:
يرى
الفكر الاقتصادي الحديث إن الإنتاج ليس خلق المادة و إنما هو خلق المنفعة, أو
إضافة منفعة جديدة, بمعنى إيجاد استعمالات جديدة لم تكن معروفة من قبل, و بهذا فإن
اصطلاح يمكن أن يطلق على ما يلي: [1]
1-
تلك
العمليات التي تغير من شكل المادة فتجعلها صالحة لإشباع حاجة ما (المنفعة
الشكلية)؛
2-
عمليات
النقل من مكان تقل فيه منفعة الشيء إلى مكان تزيد فيه المنفعة دون تغير شكله
(المنفعة المكانية)؛
3-
عمليات
التخزين, حيث يضيف التخزين منفعة إلى السلعة (المنفعة الزمنية)؛
4-
كل
صور الإنتاج "غيـر المادي" التي يطلق عليها اسم الخدمات.
نخلص من ذلك إن الإنتاج يتمثل بجانبين و
هما الجانب السلعي (السلـع) و الحساب الخدمي (الخدمات).
كما يعرفـه الأستاذ كساب الإنتاج كذلك
على أنه: [2]
" إعداد و ملائمة للموارد المتاحة
بتغيير شكلها أو طبيعتها الفيزيائية و الكيماوية حتى تصبح قابلة للاستهلاك الوسيط
أو النهائي (إيجاد منفعة).
و من الإنتاج التغيير الزماني أي
التخزين (الاستمرارية في الزمن), و هو إضافة منفعة أو تحسينها وكذلك التغيير
المكاني أي النقل.
يتم هذا الإنتاج بموارد عملية (آلات و
معدات), و موارد مادية, بشريـة, وموارد ماليـة ضمن قيود هيكلية هي الطاقة
الإنتاجيـة, و التخزينيـة و الطاقة المالية و الطاقة التوزيعيـة.
المصدر
سليم
الحسنية, مبادئ نظم المعلومات الإدارية
سونيا
محمد البكري, نظم المعلومات الإدارية " المفاهيم الأساسية"
كاسر
نصر المنصور, إدارة الإنتاج و العمليات,
محمد
علي منصور, مبادئ الإدارة "أسس و مفاهيم"
نوي
طه جسين, نظم المعلومات الإدارية و تطويرها في المؤسسة الإقتصادية
دروس
و محاضرات الأستاذ " كساب علي", في مقياس "تسيير المخزون"
إرسال تعليق