تسعى لنشر العلم في الوطن العربي والعالم تختص بتحميل الكتب (بوك) فى تخصصات الاسلامية ، القران الكريم، الحاسوب، برامج، ... مجانية بروابط سهلة والمعلومات والرسائل الالكترونية

 


في قرية نائية على أطراف الجبال، كان يعيش رجل غريب الأطوار يُدعى سليم. لم يكن يزرع أو يرعى الأغنام، ولم يكن تاجرًا أو نجارًا. لكنه كان يضع لافتة صغيرة على باب كوخه تقول:

"هنا يُباع الوقت، بالدقائق أو الساعات."

ضحك الناس في البداية. ظنوه مجنونًا. كيف يُباع الوقت وهو الشيء الذي لا يُرى ولا يُمسك؟ لكن مع مرور الأيام، بدأ الفضول يدفع البعض لزيارته.

دخلت إليه امرأة منهكة، أم لأربعة أطفال. قالت له ساخرة:
– "هل عندك ساعة هدوء؟ أشتريها بأي ثمن!"
نظر إليها بابتسامة وقال:
– "ادفعي ما تحملين من همّ، وخذي الساعة."

وضعت رأسها بين يديها، وبكت. خرجت بعد ساعة وقد بدا عليها راحة لم يعرفها أحد من قبل.

توالى الزبائن. كلٌّ يطلب زمنًا محددًا:
– شاب يطلب خمس دقائق مع والده الراحل.
– رجل أعمال يريد نصف ساعة دون هاتف أو صراخ.
– فتاة تريد لحظة لتقول ما لم تستطع قوله يومًا.

الغريب أن كل من دخل خرج بشعور حقيقي بأنه عاش الزمن الذي طلبه... دون أن يتغيّر شيء في عقارب الساعة. لا أحد فهم كيف، ولا هو شرح.

ذات يوم، دخل إليه طفل صغير يحمل في يده ساعة مكسورة، وقال له:
– "هل يمكنك أن تصلح لي هذه؟ أمي ماتت، وأبي لا يتحدث معي، وأنا لا أريد أن يمر الوقت بدونهم."
أخذ سليم الساعة، نظر فيها طويلاً، ثم قال:
– "بل سأعطيك وقتًا لا ينكسر."

ومنذ ذلك اليوم، اختفى الرجل. لم يُفتح الكوخ مرة أخرى. لكن في كل قرية، بدأت تظهر لافتات صغيرة مكتوبة بخط يشبه خطه:

"الوقت لا يُشترى بالمال، بل بالنية، والصدق، والشوق."

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق