المقدمة:
يُعدّ الشعر من أقدم فنون الأدب العربي، وقد عبّر في كل عصر عن ملامح الحياة والفكر فيه. وبينما مثّل الشعر الجاهلي قمة الفصاحة والبلاغة في العصر القديم، جاء الشعر الحديث ليعبّر عن التحوّلات الفكرية والاجتماعية في العالم العربي. وفي هذا البحث، سنستعرض أوجه الشبه والاختلاف بين هذين النوعين من الشعر، من حيث الموضوع، الشكل، اللغة، والأسلوب.
📚 العرض:
أولًا: الموضوعات
-
الشعر الجاهلي اهتم بموضوعات مثل: الفخر، الحماسة، الغزل، الهجاء، والرثاء. كان يعكس بيئة الصحراء والقبيلة.
-
الشعر الحديث تناول قضايا أوسع مثل الوطن، الحرية، الإنسان، الاغتراب، والنضال ضد الاستعمار.
ثانيًا: الشكل والبنية
-
في الشعر الجاهلي، التزم الشعراء ببحور الخليل بن أحمد وقافية واحدة طوال القصيدة.
-
أما الشعر الحديث، فظهر فيه شعر التفعيلة وقصيدة النثر، وأصبح أكثر حرية وانفتاحًا من حيث الشكل.
ثالثًا: اللغة والأسلوب
-
استخدم الشعر الجاهلي لغة قوية وجزلة، قائمة على الفصاحة.
-
في الشعر الحديث، أصبحت اللغة رمزية ومشحونة بالصور النفسية والعاطفية، واستخدمت تقنيات أدبية معاصرة.
رابعًا: الأهداف والرؤية
-
الشعر الجاهلي كان يهدف إلى تمجيد الذات أو القبيلة.
-
الشعر الحديث يعبّر عن الذات، ويهدف إلى التغيير الاجتماعي والسياسي.
✒️ أمثلة:
-
من الشعر الجاهلي:
"أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ** وأسمعت كلماتي من به صممُ" – المتنبي
-
من الشعر الحديث:
"مطر... مطر... مطر..." – بدر شاكر السياب
📝 الخاتمة:
رغم الاختلاف بين الشعر الجاهلي والشعر الحديث في الشكل والمضمون، فإن كليهما يبقى تعبيرًا صادقًا عن الإنسان العربي في كل زمان. فالأول يعكس بيئة البداوة والشرف، والثاني يصور قلق العصر وتطلعاته.
📌 المصادر:
-
كتاب "الأدب العربي عبر العصور" – د. شوقي ضيف
-
ديوان المتنبي – تحقيق وشرح عبد الله العلوي
-
مختارات من الشعر العربي الحديث – المجلس الأعلى للثقافة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق