2020-05-17

كتاب ضؤ البيت

كتاب ضو البيت

الكاتب الطيب صالح

يُعدّ الكاتب السوداني الطيب صالح من أبرز أعمدة الأدب العربي الحديث، وقد عُرف بقدرته الفريدة على مزج الواقع بالأسطورة، وتصوير المجتمع السوداني في تحوّلاته السياسية والاجتماعية والثقافية. ومن بين أعماله التي لاقت تقديرًا واسعًا، تأتي رواية "ضو البيت"، وهي إحدى القصص التي تعكس عمق رؤية الطيب صالح وفلسفته في تناول قضايا الإنسان والمجتمع.

نبذة عن الكاتب

ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمال السودان عام 1929، وذاع صيته بعد نشره رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" التي تُعدّ من أهم الروايات العربية في القرن العشرين. تميزت كتاباته بالبساطة اللغوية، والعمق الفكري، والحنين إلى القرية السودانية بكل ما فيها من طقوس وحكايات.

"ضو البيت": عنوان يرمز للداخل

صدرت قصة "ضو البيت" ضمن مجموعة قصصية، وتحمل هذه القصة دلالة رمزية عميقة، حيث يشير العنوان إلى "ضوء البيت"، بما يحمله من إيحاءات حول الدفء العائلي، والهوية، والانتماء. فالبيت ليس مجرد مكان، بل كيان ثقافي وروحي، وهو ما يعالجه الطيب صالح بأسلوبه السردي المميز.

مضمون القصة

تدور قصة "ضو البيت" حول شخصية محورية يُدعى "ضو"، الذي يعود إلى قريته بعد غياب طويل. تمثل هذه العودة نوعًا من التصادم بين الماضي والحاضر، بين القرية والمدينة، بين الأصالة والتغيير. وتكشف القصة عن واقع اجتماعي متغير، تتبدل فيه القيم وتتصارع فيه الأجيال.

يستخدم الطيب صالح شخصية "ضو" ليطرح تساؤلات وجودية حول الهوية، والتغير، والحنين إلى الماضي. "ضو" ليس فقط اسمًا لشخص، بل رمزًا للنور الذي يتلاشى ببطء، كما تتلاشى المعاني الأصيلة في زحمة الحياة الحديثة.

الأسلوب واللغة

تميز أسلوب الطيب صالح في "ضو البيت" بـ:

  • اللغة الشعرية البسيطة لكنها مشحونة بالمعاني.

  • السرد الدرامي المتوازن بين الحوار والوصف.

  • التصوير الحيّ للمكان والشخصيات.

  • توظيف الرمز والأسطورة لخلق أبعاد فلسفية للنص.

الرسائل التي تحملها القصة

  • التأمل في قيمة الانتماء للبيت والجذور.

  • نقد غير مباشر للتغيرات الاجتماعية السريعة.

  • تسليط الضوء على الفجوة بين الأجيال.

  • دعوة لحماية التراث الروحي والثقافي في مواجهة التغريب.

خاتمة

تمثل "ضو البيت" نموذجًا راقيًا من الأدب العربي الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويخاطب القارئ بأسئلة الإنسان الكبرى. وفي هذه القصة، يؤكد الطيب صالح مكانته ككاتب يمتلك رؤية نافذة، وحسًا فنيًا عاليًا، وارتباطًا حقيقيًا ببيئته ومجتمعه.

إنها ليست مجرد حكاية عن شخص عاد إلى قريته، بل هي عودة إلى الذات، إلى النور الداخلي، إلى "ضو البيت".

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

© جميع الحقوق محفوظة مداد الجليد 2013 -